A Letter to Immigrant Parents

بابا/پاپي/ابويا
ماما/مامي/امي

انا مينا إبنَك/ابنِك، جاي من المستقبل و عايز اقولكم كام حاجه عشان خسرتوني.

انا اهو، بكلمكم بلغة بتاعتكم. مش ده كويس؟ مش ده افضل حاجه ليكم؟

جاي اكلمكم على اللي حصل و اللي هيحصل.

انت عايشين في المهجر و مش عايشين هنا. عايزين المهجر و الفلوس و الاستقرار بس عايزين مصر و القيم و الكنيسة و العربي و اللمّة و العادات و التقاليد. يعني عايزين عيشة برا بس جو مصر. من حقهم.

طب و انا؟ انا ذنبي ايه؟ ماطلبتش اجي هنا. ماطلبتش اعيش هنا و لا اتربى هنا.

في تلت انواع منكم.
اول نوع، عايز يسيب مصر عشان يبعد عن مصر نهائياً. هيبقي اجنبي ف كل حاجه.
النوع التاني، المتقوقع، جاي برا يعيش مصر في القوقعة بتاعته. مصري حته الثمالة. مصري في النخاع و الكوراع و الاوانص.
والنوع التالت، المتصارع. المتلخبط، البين البنين. و لا هنا و لا هناك. عايز الاتنين. ممكن بيكره مصر و بالتالي بيكره نفسه، او بيكره العيشة ف مصر بس مش قادر يفصل هاويته ف بردو مزال مصري ف كل حاجه، حته لو اتعلم لغة و اتغير او اتلمع.

انتو انهي نوع؟ هل فكرتو فالسؤال ده قبل كده؟

انا جاي اقللكم لو مش قد الهجرة و السفر، ارجعوا بلدكم. بلاش سفر و هجرة. انا عنيت عشان مافكرتوش فالسؤال ده قبل ماتاسفروا. اول ضاحية عدم تفكير في الموضوع ده كان انا.

حددوا انتو مين وعايزين ايه و هاتبقوا مين. و بعدين سافروا.
بس بالبركة كده مينفعش.

مش كل جيلي زي. في ناس طلعوا في البلد اللي اتربوا فيها و اندمجوا. قرروا أن العربي دي لغة اهليهم و مصر مش بلدهم.
عملت عكس الباقي و اتعلمت اللغة و الثقافة بتاعتكم ، الهزار و النُكت، و الكتابة.

و ربنا يزيد و يبارك، وقت راح عالفاضي.
و انا بقيت زيكم، و لا هنا ولا هناك، بقيت متشتت زيكم. اتعديت منكم.

فرحتوا اوي لما بقيت زيكم فالكنيسة. مش بطلب منكم أن كل حاجه باللغة بتاعتي. راضي اني اقعد و اسمع و استوعب نص اللي بيتقال والمكتوب. و انا تقبلت ده و قلت دي طاعة و رضا.

بس انا لسه برا الكنيسة. انا لسه حاسس اني مهمش و مليش صوت. يعني لحد ما، زيكم، متعايش مع القراءات و الوعظات بالعربي. بخدم غيري بلغتهم بس انا مش فاهم كل حاجه. بردو في جزء في عايز اسمع الانجيل و القراءات و الوعظات باللغة بتاعتي، تقبلت الحال. اتعلمت ازي ارد على اسإلة الضغيرين بطريقة ارضيكم و اضحك بيها على نفسي. و اتعلمت ازي ابكت و اُميت الحتة اللي جوايا اللي عندها نفس اسالة اللي بخدمهم.

بس انا من جويا مش سعيد. مش مقتنع. جعان و تايه. بس ساكت.

جاي من المستقبل اقللكم اني في الكنيسة بس بعيد. خادم بس جعان و بيمتلكني خواء و فتور. باقيت كومبارس في هيئة خادم كنسي. بعمل و بقول زي مانتو عايزين عشان اتعودت على ده خلاص.

فهمت حاجة مهمة، انكم زي مفكرتوش ف موضوع نوع اللي بيسافر، مفكرتوش في أن أولادكم يتكلموا عربي و لا لأ. ماحسبتوهاش لا ده حصل بجد.

اهو حصل، و اللغة ماقرقتش حاجه خالص. دايما مش هبقى زيكم. هبقى مهمش و برا و متفرج و كومبارس.

ده اللي حصل. اللي هيحصل بقى.

انا فضلت فالكنيسة بس غيرت فكري. قررت اني ابقى عضو حاي في الكنيسة و مش كومبارس و لا متفرج.
بقى لي صوت.
مابطلتش العربي بس ابتديت اسمع لغيري اللي عايز يسمع و يتعلم بلغته. مش بسكته. مش بشككه ف نفسه. مش بدافع عنكم. مش بقول حاجه باسم الكنيسة او ربنا. مش بعاديكم بس ف نفس الوقت بفكر في اللي بخدمهم اكتر من اني احافظ على النظام الحالي.
فتحت الانجيل بلغتي و فهمت.
اتعلمت من الكنيسة باللغة بتاعتي.
لسه عايش جوا الكنيسة و لما مش فاهم، سالت و دورت و فهمت.
بطلت ارضى بالعربي. دورت لغاية مالاقيت حاجات باللغة بتعاتي.
باقيت شوكة في جنبكم، مش عن تمرض او شغب بس عشان انا ماكملش في طريق موت روحي هادئ طويل المدى.

انا و انتو متساوين قدام ربنا، مفيش حد احتياجاته اهم من التاني.
ربنا مش بيتكلم عربي. ربنا بيتكلم بلغة الصليب و الفداء و الكنيسة.
ربنا بيتكلم عربي ف مكان تاني.

Verified by ExactMetrics